لم تعد المصاعد مجرد وسيلة تنقل عمودية بين الطوابق، بل أصبحت جزءًا من التجربة اليومية للمستخدم داخل المبنى. ومع التطور السريع في التكنولوجيا، انتقلت واجهات استخدام المصاعد من الأزرار التقليدية إلى أنظمة تفاعلية ذكية تعتمد على اللمس، والاستشعار، وحتى التحكم الصوتي. هذا التحول يعكس اتجاهًا عالميًا نحو جعل تجربة المستخدم أكثر راحة وسرعة وأمانًا.
من الأزرار المعدنية إلى الواجهات الرقمية
في الماضي، كانت المصاعد تعتمد على لوحات تحكم بسيطة تضم أزرارًا ميكانيكية للطوابق. ومع دخول التكنولوجيا الرقمية، تحولت هذه الواجهات إلى شاشات لمس تفاعلية تعرض معلومات مثل رقم الطابق، وسعة المصعد، وحتى الإعلانات أو الأخبار القصيرة أثناء الرحلة.
هذه الخطوة لم تجعل التجربة أكثر جاذبية فحسب، بل حسّنت من سهولة الاستخدام وتقليل الأعطال الناتجة عن الأزرار التقليدية.
تُستخدم اليوم في بعض ناطحات السحاب واجهات تعمل بالاستشعار القريب، بحيث يمكن للمستخدم اختيار الطابق دون لمس الشاشة فعليًا، وهو ما ظهر بوضوح بعد جائحة كورونا كجزء من معايير السلامة الصحية.
التحكم الصوتي: خطوة نحو المستقبل الذكي
التطور الأبرز في تجربة المستخدم هو التحكم الصوتي بالمصاعد. أصبح بإمكان الراكب ببساطة أن يقول: “الطابق الخامس” لتتحرك المقصورة تلقائيًا نحو وجهته.
تعتمد هذه التقنية على الذكاء الاصطناعي والتعرف الصوتي المتطور، مما يجعلها قادرة على فهم الأوامر حتى في بيئات مزدحمة أو صاخبة.
وتتميز المصاعد الذكية الحديثة مثل تلك من الشركات بقدرتها على التعلم من المستخدمين، فتتذكر الطوابق المفضلة أو الأوقات التي يكثر فيها الاستخدام، لتقدم تجربة شخصية ومريحة.
دمج المصاعد مع الهواتف الذكية
من أبرز اتجاهات التصميم الحالية هو التحكم بالمصعد عبر تطبيق الهاتف.
يمكن للمستخدم استدعاء المصعد مسبقًا، وتحديد وجهته دون لمس أي زر داخل المقصورة.
تستخدم هذه التقنية في المباني الذكية والفنادق الفاخرة لتوفير تجربة سلسة وراقية، تقلل من الازدحام وتزيد من الكفاءة.
كما تتيح بعض الأنظمة تتبع وقت الوصول، وإرسال إشعارات فورية في حال العطل، ما يجعل الرحلة داخل المبنى أكثر اتصالًا وذكاءً من أي وقت مضى.
التصميم من أجل الراحة والتفاعل
لم يعد تصميم المصعد يعتمد فقط على الأداء الميكانيكي، بل أصبح يهتم بـالتجربة الحسية للمستخدم: الإضاءة المريحة، الموسيقى الهادئة، الشاشات البانورامية، وحتى العطور الموزعة داخل المقصورة.
كل هذه العناصر تجعل الرحلة القصيرة داخل المصعد تجربة فاخرة ومتجددة، خصوصًا في الفنادق والمباني التجارية الراقية.
في المستقبل القريب، سنشهد مصاعد يمكنها التفاعل مع المستخدمين بالذكاء الاصطناعي.
قد يرحب بك المصعد بالاسم، يقترح الطابق الأقرب لغرف الاجتماعات الخاصة بك، أو يضبط الإضاءة بناءً على وقت اليوم.
هذه الرؤية ليست خيالًا علميًا، بل واقعًا قيد التطوير في مشاريع المدن الذكية مثل نيوم ودبي. تتحول المصاعد (مثل: مصعد سيارات وغير ذلك) من مجرد وسيلة نقل إلى تجربة رقمية متكاملة تعكس تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا في أبسط تفاصيل حياته اليومية.